الأربعاء، 9 أبريل 2008

في معرض كتاب هذا العام 2008م : أبحث عن مشترك

في معرض كتاب هذا العام ـ 2008م ـ قلت آعطي نفسي راحة هذا العام ، وأبحث عن مشترك بين وبين الآخرين .. فكرت أعمل إيه ؟ أعمل إيه ؟ أعمل أيه ؟
قلت أروح استريح في خيمة ( عكاظ الشعراء ) لعلي أجد بيني وبين الشعراء على اختلاف انتماءهم مشترك ، تمتد به جذور العلاقات بينننا في يوم من الأيام . يقدر القاريء يقول كنت تقريبا أذهب قبل ما أي حد يأتي المخيم ، كان غالبـًا ما يأتي الشاعر الصعيدي الذي كان يدير هذا العام (( محمــد شحـانة )) اللي تعبني هذا العام وربما زعلني لكن لعل الله يريني منه وبه شيء يشفي صدور قوم مؤمنين في يوم ما . كنت ألاقي " محمد شحاتة " بيحاول ينزل المياه من على سطح المخيم وأنا جالس منتظر البداية ، وقابلت كثيرا من الشعراء هذا العام بعضهم لم أره إلا هذا العام ، طبعا لأني مقصر في متابعة الحالة الشعرية ببر مصر ..
أتذكر منهم من تجندت معه روحي : عبد المنعم إسماعيل ، وهاني "ناسي أسم الوالد " لكنه مميز في فن الواو أو المربعات ، وحببني فيه ، وشعراء مدينة السادس من أكتوبر ، وجماعة الفجر ودكتور / يسري العزب الذي أسعدني أبوته وتعامله الحاني مع أبناء هذه الجماعة الشعرية وآخرين كثيرا ... وأحزنني أني لم أرى هذا العام " الفلاح الفصيح / أمين الديب " رغم أنه كان الحاضر الغائب كثير من الشعراء ذكروه في شعرهم هذا العام ...
طيب أيه يا عمي المشترك اللي فكرت أنه يكون بينك وبينهم رغم اختلاف الاتجاهات والمشارب ، رأيت ناس تبحث بحس مرهف عن الحرية ، أن يكونوا أحرارًا لا يستعبدون لأحد ، ومن منا لم يبحث عن شيء ويبحث وهو تحت عينيه ، حتى إذا هدي لبعض الوقت وجده أسفل منه فابتسم .. عمرك جربت هذا الحال ... أكيد .

خذ مثال : عبد المنعم إسماعيل ، سمعته وأول عام أقابله وطلبت منه أن يعطيني اسم الناشر لديوانه ، فأهدي لي الديوان وكتب لي إهداء عليه وهذا كرم زاد من محبتي له مع الكثير المشترك الذي كنت ابحث عنه هناك ، فأبدأ به ، أسمعنا عدة قصائد أرى أن أهمها في المشترك البحث عن الحرية وعدم الاستعباد لأحد مهما كان في قصيدته " جـــهـــاد "
كان عبد المنعم يحاول يصحح مفاهيم يجتهد المجتهدون خاصة "حراس البوابات الإعلامية" في التباسها ، فيحولون المفاهيم ويميعون القضايا ويعملون كطابور خامس عند العدو وهم يدعون مواجهته ، فكيف أرد أن يصحح ويفضح عبد المنعم إسماعيل مفهوم الجهاد الذي يروج له الإعلام العربي ، اسمع يا سيدي علشان تعرف المشترك بيني وبين عبد المنعم إسماعيل :

جـــهاد

أعلن تليفزيونا العربي
أنت يا صاحبي ... وانت يا صاحبي
يالله نجاهـــد !!
جهز وسطك .. واوهب رقصك لفلسطين
خلي غناك دبابنة ودانة
واخلق منه عيال شبعانة
تقدر ترقص رقص حزين
يمكن
ترجعل لك حطين
يمكن يجيي صلاح الدين

كرر نفس البيت والمقطع
خللي النجم العالي يشعشع
قصدي : يدمع
فوق المسرح

نشف مطرح
دم البت الغالية وفاء بالأغنية !!
وارسم صورة طفل وطوبة في الخلفية

خلي إمام المسجد يرقع للأوغاد
خليه يعلن إن خبتـنـا : سكــتنــا : جـهاد !!!
أيــوة جهــاد
وإن كان عاجبك

لم جنيه من وسط الحاجة نشوى فؤاد
برضوا جهــــاد !!!

قاطع كل صنوف الكولا
والتنبولا
وإن كان عاندك باقي رجولـــة
حاول ... تبقى حــنان وسعــاد

شارك في المأساة والثورة
واعمل كل دقيقة مظاهرة
واخبط راسك في اتخن حيط

درس للأولاد تنطيط
واعمل حفلة لتوتو وميمي
وفي أثناء البث الفوري ..
اوقف دغري .. واعلن عن موجز أنباء

" مصرع طفلة في أرض جنـين
حـجــز رئيـس السلطة رهين
حبس وقتل وسفك دماء : دعم الرؤساء لفلسطين "

بعد الموجز .. كمل نفس الحفلة بنفس الدرجة من الإجهاد
أما يـا درة عين الأولاد
أعلى مراتب لاستشهاد
إنك تفضلا ترقص ترقص نرقص
حتــى المــوت
على نغـمـة : أمجاد يا عــــــــرب أمجاد

هكذا يفضح عبد المنعم طريقة "حراس البوابات الإعلامية" غسلهم لدماغ المشاهد العربي وتحريفهم لمفاهيم أصيلة كمفهوم الجهاد في أصولنا وقيمنا ومبادينا ، كنت أنوي أن ابين لكم مزيدا من المشترك ، ولكن لعله يقدر لنا لقاء آخر مع بقية الشعراء والعودة خاصة لعبد المنعم إسماعيل .
لكن اسمحوا لي : احي جميع من ذكرت : عبد المنعم إسماعيل ، محمد شحاتة ، حفيدة/ حافظ إبراهيم " والله ناسي أسمها " ، وهاني صاحب المربعات وفن الواو ، ومحمد الملواني ، وكل من لم اتذكر اسماؤهم وسعدت جدا بالمشترك الذي وربطني بكلامهم وربطني بأمتي وأوطاني ومبادئي ، تحية لكل شاعر أراد أن يكون عبدا لله فقط ، فقرر أن بين للناس في كل مكان بوطننا أننا خلقنا أحرار ولن نستعبد أنفسنا لأي من البشر مهما كان من هو .